في نهـآية كل عام و .. وبدايــة عـآم جديـد

؟ هو نصفان.. وأنت تعلمهما جيداً.
في نهاية كل عام،
وبداية عام آخر،
تبدأ مخيلتك تفرز حصيلة عامك "ماله.. وما عليه":
تضع "ما حز في نفسك وخيّبك وآلمك" في قعر الذاكرة،
وتأمل لو كان لقعرها ثقب، بل ثقوب،
لتنسرب منها وتضيع في فضاء النسيان.. إلى الأبد!
ثم تجمع "ما أفرحك انجازه وحدوثه" خلال العام،
وتضعه بعناية في فم الكأس، فتشعر وكأنك "فاكهاني" يغش بضاعته -
يضع ثمراته الجيدة والريانة في الأعلى مخفياً تحتها سيئ الثمر-
ليستغفل زبونه أو ليسعده.. لا فرق!
في جميع الحالات:
يجب أن لا تحزن ولا تكتئب إن أحصيت عدد ثمارك
ووجدت سيّئها أكثر من جيّدها!
يجب أن تحمد الله أولاً على كل حال،
ثم ابدأ بالنظر إلى ثمارك نظرة متفحصة محاولاً أن تستبين
نقاط قوتها ونقاط ضعفها،
حاول أن تجد بعض الإجابات للأسئلة التي تفيض من عقلك
"لماذا ساءت هذه"، و"لماذا فشل هذا الأمر"،
"وكيف حدث هذا"؟
إن فعلت هذا ستجد أن الأمور السيئة التي حدثت لك خلال العام المنصرم
ماعادت مجرد خيبات ومنابع اكتئاب ومناهل نكد،
تقض مضجعك و تسلبك السعادة..
بل ستصبح تراكمات لمحاولات غير ناجحة،
قد تزودك بخبرات عملية،
ومن الممكن أن تؤسس من خلالها لنجاحات قادمة وساحقة..
فيما لو أحسنت استغلالها وإعادة ترميمها.
إنه عام جديد..
اقتحمنا بغير إرادتنا..
فدعونا نقتحمه بإرادتنا وصمودنا وتفاؤلنا!
لننظر إلى النصف الممتلئ من كأس الحياة.. ونتفاءل..
رغم أنف كل شيء.
نعرف أن التفاؤل صعب في هذه الأيام،
نسبة لما يجري بالعالم من صراعات وحروب، دماء وأشلاء،
فقر وبطالة، غلاء وفساد.. أمراض وعجز على كل الأصعدة!
لكن إيمان المرء بالله الواحد الأحد يمده بالتفاؤل..
والتفاؤل يمده بالتصميم على الحياة بشرف وكرامة.
هذه هي أسلحتنا كبشر في وجه طوفان الخيبات..
وأسواط الألم!
فاستقبلوا عامكم الجديد أيها السادة
بالحب والتباشير الطيبة والعمل الصالح الدؤوب..
واشكروا الله الذي أعطانا فرصة أخرى للحياة والنجاح..
أحسنوا استغلالها
ولا تضيعوها بالكسل وجلد الذات،
أو بالتواكل والتسويفات وإشاعة الإحباط في نفوس الآخرين.
يكفي أننا مازلنا أحياء قادرين على فعل الخيرات..
أليست هذه نعمة النعم؟
كل عام وأنتم بألف خير.