المرأة العراقية عانت ومازالت تعاني الاهمال المتعمد من قبل الدولة منذ تأسيسها ، تعرضت للتهميش في المستويات السياسية والثقافية والاجتماعية كافة بالرغم من أنها تمتلك جميع المقومات الملائمة التي تمكنها من اخذ مساحة اكبر في بناء الدولة، ولعبت الظروف المأساوية التي عاشها العراق دوراً مريباً في تغييب دورها وطمس هويتها،
ومنعتها من ممارسة حقوقها المشروعة في الحياة اليومية،ولكن هذه الظروف لم تؤثر على قدرتها في التعامل مع المعطيات الاجتماعية والاقتصادية التي مرت بها البلاد، لاسيما بعد انطلاق الحرب العراقية_الايرانية ، حيث وجدت المرأة نفسها امام مسؤوليات وتحديات كبيرة بعد ان اضطر الجميع لحمل السلاح وإخلاء ميادين العمل لها لتكون بديلاً حقيقياً لأخيها الرجل في سد لقمة العيش ، وكذلك في سنوات الحصار التي اضاقتها طعم العوز والاحتياج وأجبرتها على طرق أبواب المهن والصناعات الشعبية بغض النظر عن مشاقها وصعبوتها، فنجدها تعمل لساعات طويلة في الاسواق والمصانع وحتى خدمة المنازل التي لايكفي مردودها المادي لسد احتياجاتها المنزلية خصوصاً النساء اللواتي ليس لهن معيل .
المرأة أثبتت قدرتها على الصمود أمام الظروف الحياتية والمعيشية الصعبة ومشاركتها الرجل في ميادين العمل اليومية وتأقلمها مع مستجدات الحياة السياسية والاجتماعية بجميع ظروفها وتداعياتها ، إلا أن ذلك لم يشفع لها من التعرض الى عمليات تعذيب عشوائية على المستويين الجسدي والنفسي لانها فقدت محبيها وأقربائها بسبب سياسة الطيش التي اتبعها النظام البعثي التي ادت الى ثلاث حروب خاسرة راح ضحيتها ملاين العراقيين بين ابن وأخ وأب وزوج ، ومن جانب آخر فإنها تعاني القسوة والعنف بسبب تسلط بعض الرجال ،هذا هو الواقع المرير للمرأة العراقية التي تحملت عبئاً كبيراً لسنوات طويلة .
اليوم هل حصلت المرأة على حقوقها أم أنها مازالت مركونة على رف التهميش السياسي والاجتماعي ؟..إن الإجابة على هذا السؤال تحتاج الى متابعة دقيقة للسنوات ...